الجواب :

لعلكم فهمتم ذلك من الحديث المشهور الذي يقول فيه أبي بن كعب للنبي ﷺ:
“أجعل لك صلاتي كلها، فقال: إذن تكفى همك ويغفر ذنبك”
وهذا الحديث ضعيف؛ ضعفه الإمام أبو حاتم كما في كتاب العلل لابنه عبدالرحمن.
وعلى فرض صحته فلا يُفهم منه أن الإنسان يترك الدعاء ويكتفي فقط بالصلاة على النبي ﷺ.
وإنما على فرض صحة الحديث فالمعنى كما قال شيخ الإسلام أن هذا الصحابي فيما يظهر كان يجعل له أوقاتًا معينة للصلاة على الرسول ﷺ.
واذا نظرنا إلى ظاهر الكتاب والسنة وعمل الصحابة والمستفيض في هذه الأشياء؛ شهدنا منهم تأكيد الدعاء والتذلل لله بطلب حاجات الدنيا والآخرة، وأن الدعاء من أعظم العبادات، وأن الله يحب من عباده أن يدعوه ويسألوه ويكثروا من ذلك.
وأما ما يتعلق بالوتر فلو دعوتم بالدعاء الذي جاء في حديث الوتر “اللهم اهدنا فيمن هديت…”
أو نحوه من الأدعية، فهذا هو الأفضل لأن ذلك هو الثابت على النبي ﷺ.