أسئلة حديثية
- السؤال:
كيف نجمع بين هذا الحديث وقول الحنابلة
▪️الحديث: “وْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ”.
▪️قول الحنابلة: “لا تستحب المداومة على صلاة الضحى، بل تفعل غِبّاً لقول عائشة رضي الله عنها: إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا”.
أيهما أفضل أصليها غبًا كما قال الحنابلة أم أداوم عليها؟
الجواب:
أما ما يتعلق بصلاة الضحى فالأصح هو استحباب المداومة عليها؛ وهو قول الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية ووجه عند الحنابلة بل منهم من حكاها رواية عندهم، خلافًا لمن قال بأن سنتها أن تصلى غبًا.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها الذي ذكرتيه فلا يفيد استحباب ترك صلاة الضحى أحيانا
لأن العلة مذكورة في الحديث وهي خاصة بالنبي ﷺ كونه يترك العمل أحيانًا خشية أن يفرض على أمته
وهذه العلة منتفية في غير النبي ﷺ
والحكم دائرٌ مع علته؛ فإذا انتفت العلة انتفى الحكم.
بالتالي يكون الجواب عن قولها أنه ﷺ ما تطوع بالضحى؛ بجوابين:
١- أن سنة النبي ﷺ لا يلزم أن تؤخذ من قوله وفعله، بل أحدهما يكفي في إثبات مشروعية السنة، وقد ثبتت مشروعية المداومة على صلاة الضحى بسنته القولية.
٢- أن ترك النبي ﷺ لصلاة الضحى كان لسبب بينته أم المؤمنين عائشة حينما قالت: “إن كان رسول اللہ ﷺ ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به؛ خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم، وما سبح رسول الله ﷺ سبحة الضحى قط، وإني لأسبحها”.
فعدم مداومة النبي ﷺ على صلاة الضحى وهو خشية أن تفرض على أمته؛ فبينت العلة وهي شفقتهُ عليهم.
لذلك نصت على محافظتها هي عليها، ولم تفهم من فعل النبي ﷺ أن الأفضل عدم المداومة عليها!
وقد جاء في حديث آخر ما يبين شدة محافظتها رضي الله عنها على صلاة الضحى، فعن رميثة وزيد بن أسلم قالوا أن أمنا عائشة رضي الله عنها:
“كانت تصلي الضحى ثماني ركعات ثم تقول: لو نشر لي أبواي ما تركتها”
والراجح:
أن المداومة على صلاة الضحى سنة، وذلك لدليلين:
١- حديث أبي هريرة في وصية النبي ﷺ له بأن يحافظ عليها، فأخذت سنية المحافظة عليها من هنا.
٢- حديث أبي ذر: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة…ويجزئ من ذلك ركعتي الضحى”.
ففي هذا الحديث أثبت أن المقتضي لصلاة الضحى يتكرر صباح كل يوم، وبالتالي تستحب صلاة الضحى كل يوم لذلك.
والله أعلم.