وصايا لطلاب العلم

ما رأيك بقول ” حتى تكون داعيًا إلى سبيل الله لابد أن تحمل لقب دكتور / دكتورة ، حتى تبلغ دعوتك مفاوز شاسعة، وتكون مسموع ومقبول الكلمة ” أما الذي لم يبلغ هذا اللقب لا يكون محط نظر ؟

الجواب :

هذا القول فيه غلو ظاهر، ويحمل في طيّاته تعلقًا بالألقاب والمسميات، التي لا حظ لها في الآخرة، ولا وزن لها ما أخلص العبد فيها النية وأصلح العمل. 
والواقع المشاهد يأبى هذا الادعاء!
فعامة العلماء الكبار، ومن له قدمَ صدقٍ في الدعوة والنشاط العلمي، إنما عُرف بعلمه وتقواه، والقبول الذي وُضع له في الأرض.
وهاهم أكثرهم لا يحمل شهادة عالية، ولا مسميات ظاهرة، لكنهم كانوا نجوم في العلم نيّرة كالشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله تعالى.
حتى بعض العلماء الذين حملوا شهادة الدكتوراه والذين نفع الله بهم كثيرًا وبعلمهم نميرًا، لم يكن سبب ذلك النفع شهادة الدكتوراة التي يحملونها بل علمهم الحقيقي الذي يحملونه بين جنبات صدورهم.
وفي المقابل نرى من يحمل هذه الشهادة اليوم على كثرة عددهم إلا أن كثيرًا منهم لا يكاد ينتفع به حتى أقرب الناس إليه!
فأين القائلون بهذا الادعاء وهم يرون حاملوا تلك الشهادات لم يحظوا على كثرة عددهم بدعوة شاسعة ولا مسموعة كما يدعون؟!
وأبناء البيئة الأكاديمية يعلمون أن كثيرًا من حملة الشهادات العليا لا يكادون يضبطون تخصصهم فضلًا عن غيره من فنون العلم!
 فكم سمعنا من المضحكات من علمهم الذي يدعون.
وهم يعلمون جيدًا أنهم حصلوا على تلك الشهادة من وراء بحث كتبه في الماجستير وآخر لنيل الدكتوراة فقط.
فكيف يُبنى العلم من وراء هذين البحثين!
وصدق الشيخ ابن باز رحمه الله حينما ذكر أن كثيرًا من دكاترة الشريعة يصفر من العلم!
وفي الختام أذكر نفسي ومن يقرأ بأن طلب العلم الشرعي إذا لم يكن خالصًا لله، وكان لأجل حظوة الدنيا ونيل مكانة ومسميات ومناصب وشهادات حادثة فإنه سيكون وبالًا على صاحبه.
اللهم طهر قلوبنا وارزقنا الإخلاص في القول والعمل.
تواصل مع الدكتورة