طاعة الزوج

أعلم أن طاعة الزوج تكون في غير معصية.

فما حدود طاعة المرأة لزوجها؟
وهل هي على الإطلاق حتى في الأمور الشخصية، كأن يلزمني زوجي بتحميل تطبيق على الجوال أمرا منه لا طلبا، ويعد الرفض مني عصيانا له؟

الجواب:

لاشك أن الزوجة يجب عليها طاعة زوجها في غير معصية؛ إلا أن هذه الطاعة ليست مطلقة، وإنما هي في حدود ما يتعلق بحياتهما وأسرتهما وما يشتركان فيه.
فيخرج بذلك الأمور الشخصية والأشياء التي لا تتعلق بالزوج لا من قريب ولا بعيد، ولا تعود على زواجهما بمصلحة.
أما ما كان يتعلق بعبادة المرأة الخاصة، أو ما يتعلق بأموالها، أو ما يتعلق بشؤونها الخاصة فكل ذلك ليس مما يلزم الزوجة فيه طاعة زوجها.
ومثال:
– ما يتعلق بعبادتها الخاصة: أن يأمر الزوج زوجته بقيام الليل أو صيام النوافل أو حفظ القرآن كاملًا.
• ومثال:
– ما يتعلق بأموالها الخاصة: كأن يأمرها ببيع أملاكها أو هبتها له أو شراء ما لا تريد شراءه.
• ومثال:
– ما يتعلق بشؤونها الخاصة: كأن يأمرها بأكل طعام لا تحبه أو لباس لون أو نوع داخل البيت لا تريده ولا يعود عليه بمصلحة.
ومن ذلك ما يتعلق بالسؤال بأن يأمرها أن تحمل برنامجًا على هاتفها هي لا تريده.
فهذا كله مما لا تُلزم الزوجة بتنفيذه.
لذلك يقول شيخ الإسلام في الفتاوى (٣٢/٢٥):
”واللّٰه لم يسوغ لوليها أن يكرهها على بيع أو إجارة إلا بإذنها، ولا على طعام أو شراب لا تريده“.
أما ما سوى ذلك مما له ارتباط بالرجل، كأن يلزمها بالحجاب الكامل، أو ينهاها عن برامج يرى أن فسادها كبير، أو ينهاها عن طعام ضار كأن تكون مريضة بالسكر وهي تفرط في أكل السكريات، فكل ذلك ومثله مما يلزم الزوجة أن تطيع زوجها فيه.
• وأنبه أخيرًا:
بناتي وأخواتي المتزوجات أن الأمور التي ليس من حق الزوج أن يلزمها بها مما ذكرناه آنفا، فاعلمي أنه ليس من الحكمة أن تكون معارضة الزوج فيها بصلابة وشدة ومصادمة معه، بل تكون بالرفق واللين، وإفهامه الرغبة بالتي هي أحسن، حتى لا يكون بابًا يدخل منه الشيطان للنزاع بين الزوجين، فإن الزوج سيد، والسيد يأنف من معارضته بقوة.
وباللين والرفق ستملكين قلبه وقراره.
أصلح اللّٰه حال الأزواج، ورزق المولى العزاب.

تواصل مع الدكتورة