التماس العذر

بالنسبة لما ذكرتموه مؤخرًا عن خلاف أحمد وابن معين وإعراض الإمام أحمد عن صاحبه، يدل على أننا نستطيع عدم قبول الأعذار إن وقعت الاختلافات، ونحتج بفعل الإمام أحمد؟

الجواب :

لا يقارن موقف الامام أحمد مع غيره من الخلافات العابرة!
فالامام أحمد خلافه كان في أمر عظيم يخص الدين، ولا أريد أنشر تفاصيل الخلاف الذي وقع بينهم، فما كان بين العلماء يطوى ولا يروى، إنما كان الكلام لبيان عبرة وعظة.
وغالب الخلافات في الصداقة اليوم لأمر الدنيا الزائلة، فلا يقاس هذا بهذا.
والعبرة من مقال (الصداقة بحرٌ خِضَم):
أن الصداقة قلما تدوم، وهذا واقع مشاهد، ولا ننفي فضل الصحبة الصالحة.
ولعل من أسباب عدم دوام الصداقة كونها مشوبة بأمور الدنيا الزائلة، فعلى قدر تعرضها للدنيا على قدر ما ذبلت وانتهت.
وكلما سقت الصداقة بالاخلاص وابتغاء وجه الله كلما نضجت وتعمرت.
وأما العفو والإصلاح فمن الفضائل التي جاءت لنا بصريح الكتاب والسنة {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.
وتأملي معي:
القرآن يحثنا على التقوى
فهل أكثر الناس متقين؟!
الحديث كان عن واقع الناس
ولا يتعارض مع فضل الصحبة الصالحة
فحينما نذكر أن الصحبة الصالحة في الواقع المشاهد قليلة بل أندر من الكبريت الأحمر؛ فحكاية الواقع هذه لا تعني نفي فضل الصحبة الصالحة.

تواصل مع الدكتورة