القضاء والقدر

طرح أحد الدكاترة في أمريكا (وهو ملحد) هذا السؤال :

هل الأخلاق حسنة لأن الله أرادها أم الله أرادها لأنها حسنة ؟ 

ما رأيك دكتورة ؟

الجواب :

من قواعد أهل السنة والجماعة أن الحُسن والقُبح مرجعه إلى الشرع، والعقل يدرك ذلك

فلا حسن شرعي يخالف العقل، ولا قبح شرعي يخالف العقل.

فالصدق حسن لأن الشرع دل على حسنه وكذا العقل والفطرة، والكذب قبيح لأن الشرع دل على قبحه وكذا العقل والفطرة.

ولو لم يكن للإنسان شرع ووحي إلهي يهتدي به فسيرى القبيح حسنا والحسن قبيحا، وكم من أناس كانوا يرون سلب أموال الناس حسنا، والحيل الماكرة ذكاء، والزنى جميلا، والشرك جائزا، ووأد البنات شرفًا، وظلم الضعيف قوة، والاستعلاء على الغير رفعة.

فجاء الدين ليهذب الخلائق وينهاههم عن القبيح، ويرشدهم إلى الحسن، ويقرهم على ما عندهم من أخلاق حسنة.

والله سبحانه دعا في كتابه وسنة رسوله إلى الأخلاق الحسنة جملة وتفصيلا، ومن تلبس بشيء منها فالفضل بذلك لله فهو الذي هداه إليها بدليل ما جاء في الحديث أن رسول الله  قال لأشج عبد القيس:

“إن فيك لخلتين يحبهما الله عز وجل الحلم والأناة، فقال: يا رسول الله تخلقتهما أم جبلني الله عليهما؟ فقال: جبلك الله عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله”.

وفي المقابل تكون الأخلاق القبيحة لكون الشرع دل على قبحها، وكذا العقل والفطرة.

الخلاصة: أن الخير كله من الله سواء كان من أعمال الناس أو أخلاقهم 

والله يهدي من يشاء لذلك ويثيبه عليه فهو أكرم الأكرمين سبحانه.

تواصل مع الدكتورة