قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة

زوجي طالب علم ويلعب الألعاب التي في الجوال ويستدل بقاعدة: (الأصل في الأشياء الإباحة)

فما توجيهك لنا أستاذتي الكريمة؟

الجواب : 

هناك قبحٌ في فهم هذه القاعدة، ووجه خطأ وغلطٍ في حقيقة معرفتها قاعدة: (الأصل في الأشياء الإباحة)

ما رأينا أكثر من يستغلها، ويتكئ عليها، ويستدل بها استدلالاً معوجًا، مثل: الليبرالية وغيرهم ممن يزرعون في الارض الفساد يأتون للمحرمات المنهيُ عنها ويقولون:

الأصل في الأشياء الإباحة

ويأتون للشبهات ويقولون:

الأصل في الأشياء الإباحة

فكل شيءٍ أصبح لديهم في دائرة مباح!

هذه القاعدة مضغها ولفظها أهل الفساد من قبل ومن بعد

ومن الخطأ أن نحكم على هذه الألعاب ونقول: الأصل في الأشياء الإباحة

فالأصل في هذه الألعاب ليس الإباحة

لماذا؟ 

لأننا نعرف حكم الأشياء إما (بماهيتها وذاتيتها) وإما (بآثارها)

فإن لم نعرف حكم هذا الشيء بذاته

فإننا نعرفه بآثاره وأعظم ما يظهر لنا من هذه الألعاب قبح آثارها هذه الألعاب لها آثار خطيرة جدًا، وأقر بذلك الغرب قبل الشرق، من آثارها:

١الإدمان مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على أُناس يلعبون الشطرنج فقال ما هذه الأصنام التي أنتم لها عاكفون” 

هم لم يجلسوا على الأصنام لكن إنتزع علي رضي الله عنه معنى هذه الآية فتخذها حكمًا عليهم

ولم يقل الأصل في الاشياء الإباحة واتركوهم يلعبون

إن عكوفك على هذه الألعاب وأن تأخذ بلبك وعقلك بحد ذاته يسوغ حرمتها.

٢تؤثر على العقل والذاكرة والحفظ.

٣تسبب آثار نفسية في الانطواء وحب الوحدة.

٤من المتخصصين من قال أنها من أسباب مرض التوحد.

٥تسبب مشاكل زوجية

حيث الزوجة تكون معه في جسده وهو غائب عنها بقلبه وروحه وعقله مع تلك اللعبة

فيتحول الزوج معها من رجل كبير رزين إلى طفل تائه سفيه

٦هي تعتبر من خوارم المروءة.

٧مساوؤها على الصبيان بينٌ وظاهر فكيف يؤمن على نفوس الكبار منها.

بعد ذلك كله

كيف أن يأتي إنسان قد اجتباه الله وهداه وأرشده لطلب العلم وإلى الحق وطريق المعالي

ثم هو ينتكس إلى سفاسف هذه الأمور قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها

هذا الرجل حقًا وصدقًا استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

ألا يخشى على نفسه هلاكها، وأن يجازى بعدم شكر النعم عليه بالانتكاسة الهالكة؟!

ألا يسعه كتابٌ يُقرأ، ومسائل تُدرس، ومحفوظ يكرر ويراجع؟!

اللهم اهدنا فيمن هديت وذرياتنا وأزواجنا ووالدينا.

تواصل مع الدكتورة