السبت : /جمادى الأولى/1447 الموافق : 30 من شهر نوفمبر لعام 2025

الرّوح

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: 

أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال:

“جزاء المعصية الوهن فى العبادة، والضيق فى المعيشة، والتعسّر فى اللذة.
قيل: وما التعسّر فى اللذة؟
قال: لا ينال شهوة حلالاً إلا جاءه ما ينغصه إياها”.

▪️قلت غفر الله لي:

هذا الكلام حق، وكأنه خرج من مشكاة النبوة ..

فإن العاصي لا يهنأ حق الهناء

ولو نام على الحرير .. وتوسّد العقيان .. وجاءته من اللذات ألوان

فسرعان
ما يجد ضيق الصدر، وشتات الأمر، واضطراب الجنان

حتى أنه يجد في نفسه قلقًا يناديه من بعيد
ويلاحقه بين حين وحين

فيجتهد بالخلاص من هذه الوحشة بالخروج والتنزه والسير في الطرقات والسفر بين الدويلات
وينغمس في برامج الهاتف رغبة في أنسٍ يسلي عما في نفسه

ويغفل أن موضع الداء كامنٌ في (نفسه) التي لا تفارقه أبدًا

وكما أن الأبدان تتعافى بالغذاء الطيب وتسقم بالأغذية الرديئة

فكذلك النفوس إذا غذيت بالمعاصي والغفلة والآثام والذنوب والبعد عن علام الغيوب؛ فإنها تمرض!

إلا أن أكثر الناس عن أمراضها غافلون ..

فالنفس البشرية مخلوق مليء بالأسرار والأغوار

ولن تتعافى إلا بغذائها السماوي الذي هو:
(وحي الله وشرعه)

فهو روحها وراحتها … وهو أنسها ونورها

لذلك سمى الله وحيه روحًا فقال:
﴿وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا﴾

وسماه نورًا فقال:
﴿جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا﴾

وقال:
﴿وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَه﴾

فمن عرف حق المعرفة أن القرآن هو الروح الذي تحيا به القلوب

وهو النور الذي تستنير به الصدور، وأنه به لا بغيره تطمئن القلوب

فقد عرف طريق الدواء …

ولا يحول بينه وبين الاستشفاء إلا أن يلجأ إلى من بيده الشفاء
ويسلك معه سبيل السعداء الموصل إلى دار الكُرماء

﴿إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَة فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا﴾

كتبته:

الفقيرة إلى فتح الفتاح

هيا بنت سلمان الصباح

فكرتين عن“الرّوح”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *