طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

جاءتني رسالةٌ أثارتْ في النفسِ الشجونَ، تقولُ فيها صاحبتُها:

أستاذتي الغالية..

ما هو سمتْ طالبة العلم حقيقةً؟

كيفَ هي حياتُها وما هي الأماكن التي تتواجدُ فيها؟ 

أجدُ نفسي في غربةٍ حتى بين من أطلبُ العلم ًمعهن، هُنَّ على خيرٍ ولا أُزَكِّيهُنًّ على اللهِ.

 لكنْ!

كثيًرا ما أتساءلُ هل أنا منطويةٌ متشددةٌ مغلقةٌ على نفسي أم ذلكَ ما ينبغي أن أكونَ عليه؟

عندما نجدُ طالباتِ العلمِ يجْلِسْنَ في المقاهي أو المطاعم، عندما نسمعُ عن طالبة العلم تشترك في نوادي صحية وتصرِّح بأن هناك منكراتٍ ظاهرة، فهل هذه أمورٌ فيها سعةٌ بضوابط أم أنها أمورٌ من المفترضِ أن لا تكون من طالبة العلم على بال؟

 مع ملاحظة أني لا أعني أنها تحرمُ نفسَها من المباحات أو من الاهتمام بصحتها والعناية بجمالها.

لكنْ هذه أمورٌ عندما تفشي بين طالبات العلم نخشى أن نسقط فيها دون شعورٍ.

ونحن نريد الحقَّ ونريد أن نعيش حياةً كما يحب ُّالله Y فما هو نصحك لنا؟

قلتُ غفر الله لي ولك ولجميع المسلمين:

لله أنتِ،،،
إليــكِ، وإلى المــرأة الصالحــة عامةً، وطالبــة العلــم خاصةً إنَّ المرء بقرينه، وكم يتطبع بطباع جليسه، لذلك حريٌ بنا معرفة الحقِّ.     


أُحادثكِ لعل حديثَنا يكونُ:

 ذكرى للذاكراتِ .. وكشفُ نقابٍ عن الثغراتِ

أُخيتي

إنَّ المنهج السلفي:

 ليس فقط عباءة رأسٍ وخمار، وليس فقط غطاء وجهٍ وستار، وليس فقط تناقل أقوال مشاهير العلماء، وليس هو مختزلٌ في التوحيد والمعتقد الخالص كالأسماء والصفات، وليس هو فقط تبرؤَ من الأشاعرة وأضرابهم وعموم فساد المعتقدات.

المنهج السلفي:

 يضمُّ ذلك وأكثر، فهو منهج حياةٍ متكاملٌ بعيدًا عن الانتماءات والمسميات وظلال التحزب والجماعات، يدعو إلى العفة والستر ومحاسن الأقوال والأفعال.

لذا كان وجوبًا علينا بيان شيءٍ منه لتِسَتْبينَ السُبل، وتظهر معادن المتبعات وجواهر الدُّرر ،،،

لا تَسْتَصغري أيتُّهـا الفاضلـة المتعففـة النقيـة التقيـة تعاملكِ مع الرجال خاصةً في زمن الهواتف الجوالة، ووسائل التواصل الاجتماعي الفتانة

ولا تبرري لنفسكِ الدروس المختلطة التي أصبحتْ يستحلُّها العامَّة والخاصَّة!

لقد اختلطتْ المعارف، وتشعبتْ المعالم، حتى أصبح ما حُرِّم حلالًا في أعين بعضِهن.

كدخول الرجل على النساء بِحُجَّة المُدارسة

وإجازة المؤثرات الصَّوتية شبيهة المعازف الباطلة

واستباحة الأماكن المختلطة كالمقاهي والمطاعم بحجة المباحات المقنعة

والذهاب للنوادي الرياضية والركب معهم في زحام ما فيها من المنكرات الشائعة.

رياح بالفتن هوجاء جاءتنا من كلًّ ناحيةٍ ونوب.

أصبحتْ الساعات تذهب على طالبة العلم هباءً، وهدرًا، وسدى، دون جدوى.

فالسَّلفيات من قبلنا على رؤوسهن زوجات النَّبي والصحابيات رضوان الله عليهن، كان لهنَّ القدح المُعلّى في العفة والورع، والطهرِ والزهدِ والخشيةِ والتُّقى.

وقد عَقِمَ الزمان أن يأتي بمثلهن إلاَّ ما نَدَرَ!

فمـا السبيلُ إلا سبيلُهن وما النجاة إلاَّ باللحاق بركْبِهن

ولنتأملْ ذلك جيدًا:

 السلف في مصنفاتهم العقدية ذكروا مسألة المسح على الخفين، وهي مسألة فقهيةٌ، ولكن ذكروها في المعتقد لأنها أصبحت مسألة ًتمايَزَ فيها أهل السُّنة عن غيرهم من فرق المبتدعة الذين لا يرون المسح على الْخُفَّيْنِ.

فإذا كنتِ تستبيحينَ المجالس المختلطة بحجَّة المدارسة، وتذهبين للمطاعم التي تصاحبها مزامير الشيطان المحرمة، وغيرها من الأمور المستنكرة، فما هو مقدار مغايرتِك أنتِ طالبة العلم عن غيرك من العامة؟!

أقولها صادقة:

العلم في الحقل الأكاديمي قد يقسي القلب، ويذهب بورع المرء، وقد ينفي زهده، وينقص تقاه، وينكس حاله؛ فنصيحة لحياةِ قلبك: لا تتركي كتب العلماء، ولا أقوال السلف الأكابر.

فحياة القلب، واستقامة الحال، تكمن في ظل دوحة السلف الباسقة، وما سواها خبط عشواء، وسبيلٌ ضالٌ غوغاء.

صوني علمكِ بسمتك!

لطالبة العلم سمتٌ ووقارٌ كالحلي؛ كَمُن في قلبِها بالباطن فظهر حيًا نقيًا على الجوارح كالدَّرر الجواهر.

 

نسأل الله أن يجدد في قلوبنا التَّقوى دائمًا وأبدًا.

 

 

 

وكتبته:

الفقيرة إلى فتح الفتاح

 هيا بنت سلمان الصباح

فكرتين عن“طالبة العلم بين المنهج السلفي، ومتغيرات الزمان”

  1. جزاك الله خير دكتورتنا الغاليه
    واسأل الله ان ينفع في علمك الاسلام والمسلمين
    اتمني دئما ان تكثري من هذه المواضيع المهمه في محاضراتك لتذكير البنات على اهميه التمسك بالدين والمحافظه عليه بزمن الفتن
    جزاك الله عنا كل خير 🌷

  2. جزاك الله خيرا
    كنت بالموقع ابحث واتمنى القى مقالة عن الوظيفة وقلق الرزق وخاصة لمن تخاف من المستقبل وهي اكبر اخواتها ولا تملك اخوان
    وهل فيه مشكلة لو طلبنا العلم الدنيوي لو تيسرت لنا سبله؟ بنفس الوقت اخاف اضيع الشباب بطلب علم دنيوي ربما ما اتمكن من نفع الناس منه مثل تخصصات الحاسب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل مع الدكتورة