الحديث

بالنسبة لحديث النبي ﷺ وعن ابنِ عبَّاس رضيَ اللَّه عنْهُما أنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ البَيَاضَ، فَإِنَّهَا مِن خَيْرِ ثِيابِكُمْ، وَكَفِّنُوا فِيها مَوْتَاكُمْ ».
هل يشمل الرجال فقط أم الرجال والنساء؟

الجواب : 

ظاهر الحديث العموم، ولكن أنبه على عدة أمور:
▪️الأول:
أن هذا الحديث للاستحباب وليس الوجوب فقد لبس النبي ﷺ أثواب ذات ألوان تختلف عن البياض.
▪️الثاني:
أنه لا يفهم من هذا الحديث تقييده بلباس الخروج بل هو شامل لجميع انواع الألبسة سواء التي كانت للخروج أو كانت للبيت.
▪️الثالث:
أن الإنسان مأمور أيضًا أن يراعي عرف بلده في اللباس إذا لم يكن عرفه يخالف الشرع، فلا يشذ عنهم بلباس مغاير لعادات بلده فيقع في محذور لباس الشهرة الذي جاء الأثر بالنهي عنه.
▪️الرابع:
أن الأقرب أن الحديث لا يشمل لباس النساء عند خروجهن لأن اللون الأبيض قريب من ألوان الزينة في اللباس أو قد يؤدي للفت نظر الرجل للمرأة، لذلك لم يفهم أمهات المؤمنين والصحابيات هذا الحديث على أنه يشملهن عند الخروج، لذا لم يثبت عنهن لبس البياض عند الخروج، بخلاف ما إذا كان الحجاب بلون واحد وغامق كالأسود فهذا لن يكون ملفتًا لنظر الرجال كالأبيض، وقرينة ذلك ماجاء من مدح لهذا اللون في الحديث المذكور مما يظل على أنه لون محبب في اللباس.
وأيضا لايزال حجاب المرأة في عامة البلاد الإسلامية باللون الأسود؛ فلا يصح مخالفة ذلك والتميز بلون مغاير في الحجاب.
فإن القصد من الحجاب هو حجب أي زينة أو فتنة في المرأة.
والله أعلم.

تواصل مع الدكتورة