الغربة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

“ولأبنائي الغوالي جزيل شكري، وخالص دعائي، وأني والله لأستسمح منهم فراقا ذاقوا مرارته، ونالوا من بعد طيب اللقاء عذوبته، وشاقوا صعوباتٍ تجلدوها، ومشاقٍ تحملوها رجاء بغية اللقاء مهما ناءت الأميال، فالحمد لله الذي جمعَ القلوب من بعد الفراق، وطوى الأرض وذلل بُعد الآفاق”.

هذه الكلمات سطرتها شكرًا لأبنائي في مقدمة رسالة الماجستير ،،،

وها أنذا في مرحلة الدكتوراه، أكابد الغربة من جديد، فظهرَ في خُلدي فراقُ فلذاتِ كبدي، فلم أرَ إلا أناملَ تخطُّ سطورًا، ودموعًا تشقُّ دروبًا، وقلبًا يخفقُ نبضًا.

مسكتُ القلمَ

لعلَّ حنينًا يضمدُ، وشوقًا بهمُ يخلدُ لعل شمسًا مُنيرةً تسطعُ بنورِ جمالِها لا بحرارةِ لذعتِها.

فكمْ سطرتْ غُربتي في سمائها خواطرَ الأماني، وسوانحَ الحلمِ السامي

أُقلّبُ كــلَّ يــومٍ ذكريــاتي *** ليؤنسني زمانٌ كنت ِفيهِ

نسيرُ في طرقات ديارِ الغربةِ مع الأنامِ كالصخرِ الصلد لا ننبسُ بكلمة، ولا يَتَراءى لنا إلا ديارُ الأحبة.

أُنــــاجي إذا جَــــنَّ المســـــاءُ خيالَكـــم *** وأرقبُ حين الصبحُ يدنو وصالكم

تطاولتْ بنا الدقائقُ والساعات، والأيامُ والسنوات، وكأنَّ الليل مختبئٌ في بردةٍ لا ينيرُ بفجرٍ، وكأنَّ النَّهار امتدَّ في كبدِ السماءِ فلا يرى النجمَ، وكأنَّ الطيورَ صامتةٌ لا نسمعُ أزيزَها، وكأنَّ غصون الأزهار باهتةٌ لا نرى لمعانَها.

الغربةُ في زمانِنا:

غربــةُ وطــنٍ وأهــل …. وغربةُ روحٍ وقلب

فمهما تطاولتْ بنا أيامُها؛ فنحمد الله أنَّ غربةَ الديارِ والأهلِ بكاءُ وهلة، وابتسامةُ سنين. 

أما غربةُ الروحِ والقلب فهي البعدُ والنوى عن الله ولو كان وطنُك الناس أجمعين. 

 

وكتبته:

الفقيرة إلى فتح الفتاح

 هيا بنت سلمان الصباح

لا توجد أفكار عن “الغربة”

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل مع الدكتورة