ألا تجعلين الجنة بارقة المنى ؟!

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ ، وبعد:

هذه رسالة لمرتادي الشواطئ والبحار

إن لم تُحمل على المسامع، حُمِلت لكم على سطور الرسائل

لقد كرم الإسلام المرأة كتابًا وسنة، وحُفت شريعته لها صيانةً وعفة، وحذرها من أفعال أهل الجاهلية بالتبرج والعري التي كانت لها مذمة

وما تصنعه المرأة اليوم من عري في الشواطئ، وما يقابله من رضا المحارم؛ لمدرجة الهلاك!

قال الله تعالى:

{زُين للناس حب الشهوات من النساء}

من النساء: بدأ بهن لأنهن أصل فتنة الرجل

إن الحياء من الايمان

ولا يكمل إيمان عبدٍ ما لم يكتسِ بالحياء

ولن تتزين المرأة بزينة أكمل، وأجمل، وأسمى، من الحياء، كما قال النبي ﷺ:

“وما كان الحياء في شيء إلا زانه”

اليوم ترين نفسك بهذا العري غصنٌ زاهر بأكاذيب الجمال

يقف الأسير المعجب أمامك مذهولاً بكِ، حانٍ عليكِ

لكنه بالحقيقة

مستهتر بما سرّه في نفسه

مستهزئ بما أخفاه بين جنبات صدره

قد خلعتِ على أعتاب العري خشيتكِ من الله واليوم الآخر

كيف تأمنين؟!

وروحك قد تُفضي بين هجعة الليل، ويقظة الفجر

هذا العري الحاصل هو مهانة الأسر ومعرَّته

والعوائل الكريمة

تشتري عزة الستر بالروح والمهج

لم تكد المرأة الصالحة تينع في بيت أبيها بسترٍ وعفة؛ إلا وامتدت يدُ الأكارم لقطفها

صانت نفسها بخدر الحياء والستر، ونبذت التبرج والعري والخلع

حتى أوصى لزواجها الوالدين، فقالوا لبنيهم:

وأول إحساني إليكم تخيُّري

لماجدةِ الأعراقِ بادٍ عفافُها

ويا أسفاه!

على من غدت غيرته حتى رضي بعري امرأته

لنعلم أن الرجل مفطور على الغيرة

فها هي الغيرة خلق استقر في نفوس رجال الجاهلية، وللأسف نراه انتفى عن بعض رجال المسلمين

كان عنترة الجاهلي بلغ به الغيرة حتى على جيرانه، فقال متباهيًا بغيرته:

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

حتى توارى جارتي مأواها

قامت الحروب حميّة على المرأة وسترها

حتى تفجرت الدماء، وتناثرت الجثث أشلاء

وأنتَ تقدم لنا امرأتك كاسية عارية!

أُخيتي

أشقاكِ وأضناكِ العري

فأصبحتِ تخلعين قطعة تلو قطعة كالضالة عن السبيل، الحائرة

وكما قيل:

إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى

تقلب عريانًا وإن كان كاسيًا

وخير خصال المرء طاعة ربه

ولا خير فيمن كان لله عاصيًا

 

دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

عليهن ثياب رقاق

فقالت:

“إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات”

وقد كثر الدعاء بالستر، والحياء، والعفة، من النبي ﷺ فقال:

“إني أسألك الهدى والتقى والعفاف”

وقال:

“اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي”

الحياء لا يأتي إلا بخير

والستر والعفة صفة من صفات الحور العين، ولو كان للعري مزيّة ولو دنيوية لكانت نعيمًا في الجنة؛ لكن ليس للعري إلا العار والمهانة

قال الله واصفًا الحور العين:

{حورُ مقصورات في الخيام}

وقال:

{قاصرات الطرف}

ومن كثر خطاياه هان عليه نزع ثيابه وإبانة عوراته

 واعلمي أن

أعظم ما يكون الجمال اذا اقترن بالستر والعفة

 وليس ذلك العري بجمال فإنه ممن يحسنه حتى البهائم!

أفلا تجعلين الجنة بارقة المنى ؟!

 

وكتبته الفقيرة إلى فتح الفتاح:

هيا بنت سلمان الصباح

24 شوال 1441

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *