طلب العلم الشرعي والمنافع الدنيوية

كيف تجمع طالبة العلم في كلية الشريعة بين إخلاص النية في طلبها العلم لله وبين ابتغاء مما يترتب عن تلك الدراسة من منافع دنيوية؟

الجواب : 

لاشك بأن النية أمرها عظيم، وهي من أعمال القلوب، كما نص العلماء، والتي يظهر أثرها على الجوارح تباعًا ولا ريب.
وقد قال النبي ﷺ:
«إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى»
وهي أول ما سيُحصله المرء يوم الحساب، وهذا الحديث جعله بعض الأئمة ثلث الدين، وما ذاك إلا لأهمية المقاصد وأثر إرادات القلب في دين العبد وعمله. فإذا تبين ذلك:
كان الواجب على من وفقه اللّٰه أن يصلح نيته ويتعاهدها، ويشد زمامها كلما جنحت منه، فإنها تتفلت على صاحبها ولا تستقر. قال سفيان الثوري:
”ما عالجت شيئًا أشد علي من نيتي لأنها تتفلت علي“
وعليه فإني أنصح أخواتي وبناتي الدارسات في الكليات والمعاهد الشرعية بالحرص على إخلاص النية وتعاهدها. وأن يكون القصد الأسمى والأول هو التعبد لله بطلب العلم، ليعبد الإنسان ربه على بصيرة، فإن طلب العلم الشرعي من أعظم العبادات.
وأما ما كان من نية انتفاع دنيوي فإنها تكون تابعة لا أصلية.
بحيث تتصور الدارسة:
أنها لو خُيرت بدراسة علم آخر أسهل من العلم الشرعي ومزاياه المستقبلية متساوية مع العلم الشرعي؛ فإنها تبقى في الدراسة الشرعية لأنها تريد الشرع قصدًا أوليًا لا ثانويًا.
وعليها أن تعوّد نفسها على هذه النية إلى أن ترسخ في القلب، وتصير مع الاعتياد والاستذكار هي المقصد الأول في النفس.
ولا تنسى الطالبة ملازمة الدعاء بأن يصلح اللّٰه القلب والعمل.

واللّٰه الموفِّق الهادي.

تواصل مع الدكتورة