بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

 
أما بعد،،،
 

١-لا يصح شيء في شهر رجب سوى كونه شهر من الأشهر الحرم التي تعظم فيها السيئة، ولمن أراد الاستزادة ينظر في كلام ابن رجب في لطائف المعارف.

 
٢-أما العتيرة (أي: الذبيحة) ؛ فالأحاديث فيها منسوخة، وهي من عمل الجاهلية، ولا تصح سنيتها، بل هي على أقل أحوالها مكروهة، كما رجح ذلك جمع من أهل العلم؛
بل منهم من حرم فعلها كالشيخ المحقق محمد بن ابراهيم رحمه الله (شيخ شيخنا ابن باز).
وقد جاء النهي من النبي صلى الله عليه وسلم في العتيرة، ونهيهُ نهي عام،
كما قال فيما أخرجه البخاري ومسلم:
“لا فرع ولا عتيرة”
 
٣-أما الصوم في رجب فلا يستحب تخصيص الصوم فيه، بل ذلك من البدع، قال شيخ الاسلام ابن تيمية:
“وأما صوم رجب بخصوصه؛ فأحاديثه كلها ضعيفة بل موضوعة”
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أيدي الناس ليضعوا أيديهم في الطعام في رجب، ويقول: “لا تشبهوه برمضان”.
ودخل أبو بكر رضي الله عنه فرأى أهله قد اشتروا كيزانا للماء واستعدوا للصوم فقال: “ما هذا؟ فقالوا: رجب، فقال: أتريدون أن تشبهوه برمضان؟” وكسر تلك الكيزان.
 
٤-وأما العمرة فليس من السنة تخصيصها في رجب، فهذه أمنا عائشة رضي الله عنها تنفي العمرة الرجبية كما في الصحيحين، عن مجاهد أنه قال: “دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالس إلى حجرة عائشة … ثم قال له: كم اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعًا إحداهن في رجب
فكرهنا أن نرد عليه، قال: وسمعنا استنان عائشة أم المؤمنين في الحجرة فقال عروة:
يا أماه يا أم المؤمنين ألا تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن
قالت: ما يقول؟ قال: يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب 
قالت: يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهده وما اعتمر في رجب قط”
فهذا إثبات من أمنا عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في شهر رجب، ولم يميّز عمرة رجب 
هذا وقد زاد عروة عند مسلم في آخر الحديث:
” قال: وابن عمر يسمع، فما قال لا ولا نعم، سكت”.
وهذا إقرار من ابن عمر على صحة كلام أمنا عائشة رضوان الله عليهم أجمعين.
 
٥-وما ذُكرَ عن عمر بن الخطاب أنه كان يستحب العمرة في رجب فهذا خلاف ما قرره الشراح
فإنه رضوان الله عليه لم يتقصد شهر رجب بل كان فعله رضوان الله عليه لإجل إفراد العمرة في سفرة وإفراد الحج في سفرة أخرى فكان لزامًا أن يوقع العمرة في أول الاشهر الحرم، وليس لأجل ميزة في شهر رجب!
 
٦-وما ذُكرَ لدعاء أهل الجاهلية في رجب
فمتى كان أهل الإسلام يقتدون بالجاهلية؟! حتى يُذْكر أحوالهم وأوقات دعائهم 

نحن مأمورون بمخالفتهم بأمر نبينا صلى الله عليه وسلم وليس باتباعهم.

 
تواصل مع الدكتورة