إلى رحمة الله محتاجون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

رحم الله رجالاً إذا سمعوا (حي على الصلاة) بذلوا أنفسهم عن كل شاغل، وتسارعت أقدامهم للجماعةِ في المساجد، مجيبين لمنادي المآذن، إذ نادى بهم (حي على الفلاح) راجين المولى الفلاح والسماح، شاهدين على أنفسهم أن الله أكبر عن كل صارفٍ وهاجسٍ وشاغل.

{رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]

لَقدْ طَغى ابنُ آدمَ حتى أَنَّتْ الأرضُ من وطأة حَرْثَ معاصيه، فجاءنا زمان أغلقت فيه المساجد!

لا يتقي مأثمًا .. ولا يهابُ منكرًا

 يقابلُ البلاء مستهزئًا، يضحكُ علنًا، وسيبكي يومًا من حيث لا يشعر ندمًا ،،،

اعلم يا ابنَ آدمَ

وإنْ كنتَ شيئًا بالأمس سيأتي يومٌ يطويك الرمسُ

فمع إشراقة شمسٍ وغدوِ قمرٍ ظهرتْ لنا ليلةٌ

غدافيةُ الإهابِ .. حالكة ُالجلبابِ

أغلقتْ فيها المساجدُ، وخلى بيت الله من بعد ما كان بالمصلين عامر

أَيُّ عينٍ

 تلك التي سيبقى في محاجرها قطرة ٌمن الدمعِ فلا تُرَاقُ أمامَ هذا المنظرِ المؤثرِ المحزنِ

وأَيُّ قلبٍ

يقوى أَنْ يقرَّ بين جنباتِ صدرِ صاحبه ِفلا يطيرُ من الجزعِ المؤلمِ 

 

هل أصبحَ الدواءُ داءً؟

رجفتْ القلوبُ، وحارتْ الأبصارُ، وجوه ٌمقطبةٌ، ونفوس ٌمنقبضةٌ، وأدمعُ منهلةٌ، إِنَّها وَرَبِّي عبرةٌ موقظةٌ للغافلِ، وتذكرة للعاقلِ، أنار الله ليلَنا الغائل ،،،

 

لنعلمَ أَنَّ:

ثرثرة اللِّسان، وشُغْلَ الأذهان، وذودَ النوم عن الأجفان، لا يغني عن نور الحقِّ فتيلا، فلا بدَّ من:

١- التوبة الخالصة التي تضمُّ القلب حنايا الضلوع، فإن رأيت في نفسِك خيرًا زدت ونهلت، وإن شهدتَ شرًا استغفرت ورجعتَ.

٢- الدعاء بفؤادٍ غير مصدوع وقلب غير مخدوع.

٣- قيام الليل حين يطلُّ القمر من بين سحائب الأفق مناجاةً مع الله جل جلاله تهبُّ لك الهدى المبددَ، وتجمعُ لك السكون المفرقَ، قال الله تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ﴾

أصبحنا في ملمةٍ فادحةٍ راجين المولى أن يقينا تلك الجائحة، فإننا إلى رحمة الله محتاجون وإلى الله راغبون.

 

 

وكتبته:

الفقيرة إلى فتح الفتاح

 هيا بنت سلمان الصباح

لا توجد أفكار عن “إلى رحمة الله محتاجون”

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل مع الدكتورة