العلم الشرعي

أنا طالبة تخصص التفسير والحديث، وفي سنة ثالثة، وأشعر بقصور في فهم التخصص ومقررات الشريعة، آخر همي الشهادة والوظيفة، أريد تعلم العلم الشرعي وإتقانه وأن أضبط التخصص، أشعر بضياع ولا أعرف من أين أبدأ؟

الجواب :

فتعلم العلم الشرعي من أعظم الأعمال الصالحة التي يتعبد بها الإنسان ربه، كما ورد ذلك على لسان الأئمة.
وما تشعرين به هو جرح من جروح الطلب،،،
لنعلم حفظكم الله
أن الهمة مولودة مع ابن آدم، والهمة بحاجة إلى أمرين:
١- إرادة ترقيه وترفعه
٢- علم يبصره ويهديه
الحمدلله الذي رزقكم الإرادة في تعلم العلم الشرعي، فهذه بحد ذاتها نعمة يفتقدها أكثر الناس.
وأما عن علاج ما أنتم فيه فبادئ الأمر أذكركم أن الدراسة في الكلية لا تكفي وحدها للحصول على العلم الشرعي.
فالكلية غايتها أن تعطي مفاتيح لطالب العلم وتوضح له تصور العديد من مسائل الفن حتى يتهيأ ذهنه، ويتمكن من دراسة العلوم الشرعية، ويبقى الجهد الذاتي لطالب العلم هو مربط الفرس، فبقدر ما يجتهد الطالب في تحصيل العلم بقدر ما يرى النتائج الملموسة في حصاده العلمي.
ويكون التحصيل عن طريق القراءة، وسماع الشروحات المسجلة لكبار العلماء.
والعلم يحتاج إلى أمرين يصاحبانه حتى يزدهر وينمو كالشجر الباسق، والبحر الرائق:
١- الصبر، لأن القواطع كثيرة والفتن عظيمة.
٢- التكرار، ويقصد بالتكرار أي أن يعيش الإنسان في دائرة من المعلومات يمر عليها بين حين وحين، كتكرار دراسة بعض الكتب الأساسية في كل فن.
ومعرفة الطريق الموصل للعلم من أهم أسباب نجاحه، كما قال ابن القيم: “الجهل بالطريق يوجب التعب الكثير”
فالطريق والجادة على سبيل المثال فيما يناسب تخصصكم:
تبدؤون بتركيز جهدكم فترة من الزمن على دراسة كتاب (مقدمة في التفسير) لابن تيمية مع كتاب (القواعد الحسان) لابن سعدي، وتقرؤون شروحاتها المكتوبة وتستمعون لشروحاتها المسموعة، وتقلبون النظر فيها، وتجتهدون في فك ما يشكل عليكم بالبحث والتنقيب.
وأما في علم الحديث فلو أخذتم كتاب (علوم الحديث) لابن الصلاح، ونوعتم بقراءة ما يتعلق بشروحاته، سواء شرحه الأصلي أو شرح مختصر من مختصراته، مع سماع الشروحات المتنوعة لهذا الكتاب، وما تفرع عنه، فإنكم حتمًا بعد فترة من الزمن ستأنسون من أنفسكم مكنة في هذا الباب، حتى إن بعض مسائله ستجري على لسانكم كالنهر الجاري.
وهكذا يقال في غيره من الفنون الشرعية
والأمر لابد له من ملازمة الدعاء في أن يزيدكم الله علمًا ويفقهكم في الدين
ومن سارَ على الدرب وصل
ومن لازَمَ طرق الباب يوشك أن يُفتح له
والله ولي التوفيق.

تواصل مع الدكتورة