مصطلح الحديث
- السؤال:
إذا كان الأئمة قد ضعفوا حديثًا بعينه ثم صححوه المتأخرون، وقد ذكر الأئمة في السابق أن له طرقًا بعضها ضعيفة
ثم الرجل المتأخر رد هذه العلة أو قال:
بحثت عن الحديث فوجدت له سندًا لم يطلع عليه الحفاظ المتقدمون فماذا نقول؟
الجواب :
الأصل أن المتقدمين أعلم من المتأخرين خصوصًا في علم الحديث، لأن علم الحديث كثير من أصوله باتت مفقودة لم يطلع المتأخرون عليها ولم يشموا لها رائحة
أما المتقدمون فقد توفرت لهم أمور فُقدت عن من جاء بعدهم منها:
١- أنهم أوسع إطلاعًا على الأحاديث والأسانيد التي أكثرها مفقود اليوم.
٢- معاصرتهم لعصر الرواية ومذاكرتهم ومشافهتهم للرواة؛ مما يعطي قوة ووضوحًا في الحكم يخفى على من جاء بعدهم.
٣- قوتهم العلمية، وعجائب حفظهم.
٤- جلدهم في طلب الحديث وجمعه وتنقيحه وإرساء أصوله وقواعده.
مما جعل علماء المتأخرين يقرون أننا لا نملك إلا التقليد لأحكام المتقدمين والتسليم لهم
كما قاله ابن حجر في كتابه النكت على علوم الحديث لابن الصلاح
ومن اطلع على تراثهم ككتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم خصوصًا المقدمة
وكتب العلل والسؤالات لاح له شيء مما يجعله يتيقن أن هؤلاء القوم خلقهم الله للحديث واصطفاهم له.
وعلى ما تقرر فإذا حكم المتقدمون بضعف حديث فمن الجسارة أن يدعي متأخر بأنه يصححه بحجة أنه وقف على ما لم يقف عليه المتقدمون.
والله أعلم.