صحة القول

ما حكم قول: (اللهم بلغنا ليلة قدرك، وارزقنا فيها على قدر قدْرك)
وهل يصح أن ننسب لله تعالى (ليلة قدرك)؟ وهل يصح أن نطلب على قدر الله تعالى، فهل يوجد شيء يوافق قدر الله سبحانه؟

الجواب:

هذه دعوة منكرة، وهو من الاعتداء في الدعاء.
وذلك أن قدر الله لا يعرفه أحد ولا يصل له أحد.
ولا يقدر قدر الله شيء.
ولو أعطى الله العبد الدنيا كلها وعشرة أضعافها ما كان ذلك يساوي عشر معشار قدر الله.
وإذا كانت السماوات والأرض أمام الكرسي بمنزلة حلقة ملقاة في أرض فلاة كما جاء في الأثر.
وهذا فقط كرسيه سبحانه الذي هو موضع القدم، فكيف بقدر الله نفسه تبارك وتعالى!
والملائكة الذين خلقوا للعبادة فقط ومنهم:
ساجد أبدًا، وراكع أبدًا، ومسبح أبدًا، يقولون: “سبحانك ما عبدناك حق عبادتك”.
ثم يأتي من يطلب شيئًا بمنزلة الله!
وهل في الوجود شيء على قدر منزلة الله!
وإنما العطاء يكون على قدر ما ينفع العبد كما أخبر الله فقال:
{ولكن ينزّل بقدر ما يشاء}
وقال:
{وما ننزله إلا بقدر معلوم}
وقال:
{وقدّر فيها أقواتها}

ولذلك أعيد التذكير، وأكرر التنبيه:
بأنه ليس كل إنسان يحسن الدعاء، لذلك من يحاول أن يخترع أدعية لأجل تناسب ألفاظها وسجعها الذي يعجبه قد يقع في الإثم بسبب عدم أهليته لذلك، فعلى الإنسان أن يحرص على أدعية الكتاب والسنة فإنها أنفع وأفضل وأبرك وأحب إلى الله.

وأما فيما يتعلق بنسبة ليلة القدر إلى الله بقولهم: (ليلة قدرك)
فيصح ذلك بمعنى: الليلة التي جعلتَ لها قدرًا
وهي إضافة مخلوق لخالقه.

تواصل مع الدكتورة